
تسعي جمعية الصعيد منذ تأسيسها عام 1940 على يد الأب هنري عيروط، إلي المساهمة في تنمية قري الصعيد. وحين نتأمل في كل ما قدمته الجمعية خلال تلك السنوات، نفكر في كم إنسان ساعدته طوال تاريخيها،كمْ تلميذ/ة تعلم في مدارس الجمعية، كمْ مستقبلا ساعدت في بنائه، كمْ مريضا زار مستوصفات الجمعية فخفت آلامه واطمأن على صحته؟ كمْ متسربا من التعليم التحق بمدارسها الموازية فتعلم وحصل على شهادة واكتسب مهارة ساعدته في الحصول على رزق؟ وكم غير متعلم/ة دخل/ت فصول محو الأمية فصاروا يستطيعون القراءة والكتابة والحساب، وتطورت حياتهم وساعدوا أبناءهم في استذكار دروسهم؟ وكم مستفيدا حصل على قرض فبدأ مشروعه ونمى وازدهر ووسع تجارته؟ وكم إنسان دخل المكتبات العامة بالجمعية، وقرأ كتاباً فتفتح ذهنه، أو شارك في نشاط ثقافي ساهم في تغيير حياته؟ والعديد من النجاحات التي لا تسع مساحة الكلمة لسردها.
لم يكن لكل ذلك التاريخ الحافل - الذي نعتز به الآن - أن يكون إلا بدعم العديد من الشركاء المحليين والدوليين، وجهود العاملين والمتطوعين، والتعاون مع المؤسسات الحكومية.
وقد سعت الجمعية هذا العام أن تضع حجرا جديدا في مسيرتها الطويلة، فأوليت الاهتمام بتنمية حياة النساء في صعيد مصر، بالإضافة إلي استكمال مسيرتها الطويلة فقدمت الآتي:
· 8782 منحة دراسية كاملة ودعم جزئي، لتعليم طلاب وطالبات 35 مدرسة في قرى ومدن الصعيد
· 1431 فرصة ثانية للتعليم والتكوين والتنمية بالمدارس الموازية للأطفال المستربين من التعليم
· العديد من التدخلات الصحية مع 20,895 من الأطفال والشباب والنساء.
· 763 فرصة تدريب للمرأة علي المهارات الحرفية، في الخياطة والتطريز والخيامية، وصناعة الحلويات وغيرها – ساهمت في تغيير حياة العديد من النساء سنسرد بعض منها في هذا التقرير.
· 2670 فرصة عمل جديدة لبدء وتطوير مشروع متناهي الصغر – خاصة للشباب والنساء.
أما عن التحديات، فيأتي في مقدمتها زيادة التكلفة نتيجة التضخم، وتراجع التمويل بسبب الظروف المحلية والعالمية. وكان من الضروري تحسين الأجور لحوالي 1500 من العاملين بالجمعية والمدارس والبرامج والأنشطة التنموية، مما استلزم زيادة ميزانية الجمعية.
وتعمل الجمعية علي مواجهة تلك التحديات فتسعي لتحسين مواردنا الذاتية والخارجية وبناء الشراكات، فقمنا هذا العام ببناء شراكات جديدة مع هيئة كوبتك اورفانز وهيئة GIZ وسفارة ايرلندا واستراليا وبنك اسكندرية، وتدعيم العلاقة مع كل الشركاء الحاليين.
وختاما، أوجه الشكر لكل العاملين بالجمعية والمتطوعين بها وشركائنا في مصر وخارجها.
وحيد نجيب